أنا مش عارف ابدأ قصتي منين أنا بكتب قصتي عشان أنا فقدت الأمل و ممكن أكون ميت و أنت بتقرأ رسالتي خليني أعرفك أني مجرد ضحية لمرض خطير أسمه الفضول ، الفضول اللي بيودي الناس في ستين داهية أول حاجة لازم تعرفها أنا اسمي كريم
عندي 24 سنة من القاهرة عايش لوحدي بعد ما ابويا وامي ماتوا في حدثة وأنا عندي 13 سنة، قصتي بدأت في الصيف لما سافرت مع صاحبي أحمد رحلة عشان نغير جو عادي يعني المهم حضرنا الشنط وكل حاجة عشان السفر و فعلا سافرنا، وصلنا الفندق اللي كنا حاجزين فيه، كل حاجة كانت طبعية عدا اليوم الاول ما بين البحر للفندق واليوم الثاني نفس السيناريو لحد ما قررنا إننا عاوزين نعمل مغامرة حلوة فقعدنا نلف ونتفسح ونهزر بس واحنا ماشين شوفت حاجة شدتني أوي مش عارف ليه، كان بيت مهجور علي البحر، البيت شكله غريب جداً شكله مهجور من زمان شكله مختلف يشد أي حد يبص ليه، قلت لأحمد
– يلا ندخل البيت ده
رد عليا أحمد وقال
– أنت مجنون أنتا مش شايف شكل البيت عامل أزاي ده شكله مرعب من برا ما بالك عامل إزاي من جوة لا يا عم مش داخل و بطل أم الفضول اللي أنت فيه ده ويلا بينا من هنا
ضحكت و رديت عليه وقلت
– لا مش خائف علي فكرة و يلا لما نشوف اخرتها أي معاك، و ربنا يستر
اه صحيح أنا نسيت أقولكم أنا مش بأمن بالعفاريت والجن والكلام ده، دخلنا البيت شكله من جوا مرعب أكتر من برا ضلمة المكان كانت مخيفة وصوت أمواج البحر ضايفه أجواء الرعب بأمتياز، الباب كان مفتوح مش عارف ليه قولت أكيد المكان مهجور والباب بايظ ومفيش حد بيجي هنا فطبيعي أن الباب يكون مفتوح، أكيد أنا مش أول فضولي يقرر يدخل هنا، الباب مفتوح ومكتوب عليه كلام مش مفهوم و شواية رموز و أرقام أنا مركزتش ودخلت المهم البيت كان مكون من دورين و العفش الي فيه كله تراب و ده طبيعي يعني و أنا ببص علي البيت بعيني كدا لمحت صورة لراجل يعني شكله راجل من الزمن القديم زمن الستينات كدا، مش عارف ليه الصورة شدتني أني اركز فيها، قطع تركيزي صوت أحمد وهو بيقول
– بقولك أي أنا جسمي كله متلبش وخائف يلا نمشي أنت مش شايف شكل البيت عامل ازاي – استنا بس احنا لسه عاملنا حاجة
في الوقت دا عيني وقعت علي ساعة من الساعات القديمة (ساعة جيب) كان لونها دهبي وعليها رموز غريبة عبارة عن دائرة و دواها مثلث و جوا المثلث نجمة سداسية، وعلي ضهرها مكتوب كلام بخط صغير مش مفهوم شكلها عجبني اوي و قررت أخدها، بس في صوت جوايا بيقولي بلاش و صوت تاني بيقولي خدها دي كنز أول ما مسكتها حسيت برعشة خفيفة في جسمي كله وحسيت بحاجة واقفه ورايا بصيت لقيت قطة سوداء حجمها كبير لسه بقول لأحمد بص علي القطة ملقتش أحمد، أحمد أختفي، بنادي عليه بس مفيش أي رد، أحمد أكيد مش موجود هنا، لحد ما قررت اتحرك لقيت القطة بتتحرك معايا بدأت أخاف و أحس أن في حاجة غريبة بتحصل و بدأت القطة يخرج منها أصوات غريبة مرعبة و هي لسه مركزه معايا وجنب القطة بدأ جسم أسود يتكون مش باين منه ملامح و من العدم ظهرت صرخة مرعبة في اللحظة دي فوقت علي صوت أحمد بيقولي
– فوق يا عم أنت جاي تنام هنا ولا أي يلا يا عم من هنا بقي عشان أنا مرعوب
– ها ماشي يلا هي الساعة كام دلوقتي
– الساعة 10
– 10 ازاي يعني احنا لينا هنا 3 ساعات ازاي
– مش عارف أنا بدأت أخاف يلا بالله عليك من هنا أنا بدأت اشوف حاجات بتتحرك وأسمع أصوات ناس بتصرخ خارجة من كل مكان
– طيب يلا بينا عشان أنا كمان بدأت اقلق من المكان دا
اتحركت أنا وأحمد وأحنا خرجين من البيت ببص ورايا لقيت القطة اللي شوفته قبل كدا واقف علي باب البيت والجسم الغريب واقف جنبها، ببص في إيدي لقيت الساعة لسه معايا أحمد قال
– أي اللي معاك دي جبتها منين
– معرفش أصلاً هي جت في أيدي ازاي يلا نرجعها البيت
– لا أنا مش أدخل البيت ده تاني أنسي
– خلاص يلا و أنا أبقي ارميها بعد كدا
روحنا بس الي حصل اليوم ده عمري ما أقدار انساه بعد ما اكلنا أحمد قال
– أنا أنزل أشتري علبة سجاير
نزل أحمد و أنا قعد لوحدي اتفرج علي التلفزيون شغلت التلفزيون و أنا بتفرج نمت شوفت كل حاجة حصلت ليا تاني زي مشهد فلاش باك بس المرة دي كان في حاجات زيادة ، شوفت نفسي و أنا داخل البيت أنا وأحمد و فيه كائنات سودة صغيرة زي الاقزام و عينها مشقوقة بالطول لونها أحمر واقفين في صفين زي ما يكون حراس البيت و كلهم عملين يبصلنا بتأمل شديد وكل ما نمشي هما يقفلوا الصف لغاية ما دخلنا قفلوا الصفين خالص و أنا جوة شوفت جسم أسود بشع ومرعب واقف وراء أحمد عمال يتأمل أحمد ومش مركز معايا لغاية لما قربت من الساعة لقيته بص لي في تأمل شديد و ابتدأ يصرخ و جه وقف قدام الساعة لحد لما اخدها لقيته رجع الي وراء و وقف جنب القطة اللي ظهرت من العدم بس المرادي شوفته بص لي نظرة مش قادر أفهم معناها، ملامحه بدأت تظهر وشه محروق عينه مشقوقة بالطول زي الأفعى و لونه أحمر زي الكائنات اللي شوفته و أنا داخل بس الكائن ده أطول من الكائنات التانية ايده مفيش فيها جلد عبارة عن هيكل عظمي و كان بيبص لي في غضب شديد و فجأة بدأ يبتسم لما خرجنا من البيت، المفاجأة أن في كائن من الكائنات السوداء الصغيرة خرج معانا و مشي معانا لحد الفندق و نظراته لي كلها رعب لا يوصف كل الاحداث دي بشوفها مرة تاني لحد ما أحمد قال أنا أنزل أشتري علبة سجاير و فعلا أحمد نزل وانا قعدت علي السرير وشغلت التلفزيون ونمت والكائن ده واقف ورايا وأنا نائم في اللحظة دي أنا صحيت فتحت عيني و أنا حاسس بأنفاس سخنه ورايا، مش عندي القدرة أو الشجاعة أني ألف أشوف مصدر النفس ده أي لأني عارفه كويس،
هو أكيد واقف ورايا وأنا طبعا بعد ما شوفته واقف ورايا في الحلم مش قادر ابص ورايا في الواقع أشوفه تاني، في لحظة مش عارف جبت القوة دي منين بس قررت أني لازم ألف وأشوف أي اللي ورايا، في اللحظة اللي لسه اتحرك فيها لقيت صرخة هزت البيت كله وجسمي كه اتخشب مكانه من غير أي مقدمات، كنت عاوز أتكلم بس صوتي مش بيخرج عاوز أقرأ قران مش عارف حسيت أن المكان كله بيتحرق، درجة حرارة المكان كانت عالية جداً، وأصوات بشعة بدأت تخرج من العدم، كل دا وأنا لسه قاعد مكاني مش قادر أتحرك وجسمي كله أتشل وحاسس بنار في كل جسمي زي ما أكون قاعد في فرن حرفياً، ومن وسط مل أصوات الصراخ سمعت صوته كان بيتكلم بكلام مش مفهوم
دقيقة مرت عليا كسنة وممكن اكتر، وأنا قاعد لسه علي السرير والكائن ده واقف بس المرة دي قدامي، كنت حاسس أني خلاص بموت، فجأة النور قطع و سمعت صوت من ورايا أنفاسه في ودني بدأ يتكلم و يقول
– أنتم يا بني أدم البادئون أنتم الهالكون هلاكاً تهلكوا الموت مصيركم فاستعدوا فلكم ساعة قد اقتربت
أنا مش فاهم حاجة عاوز أنطق مش قادر، عاوز أقوله عاوز أي مني، بس مفيش صوت بيخرج، حسيت أن الدنيا بتلف بيا و فقد الوعي بعدها وأنا حاسس أني دي النهاية، حاسس أني مش أفوق تاني خلاص أنا هموت حالاً
فوقت علي صوت أحمد بيقول
– أنت نمت في الحمام هي ناقصه جنان
بدأت أفوق وفعلاً لقيتني في الحمام قومت خرجت من الحمام من غير م أتكلم كلمة و رميت جسمي علي السرير و قررت أني أنام فعلا نمت بس طبعا الكوابيس كانت المسيطر الوحيد في فترة نومي صحيت كانت الساعة تقريباً 7 بالليل ، أنا مش فاهم أنا نمت الوقت ده كله أزاي قومت دخلت الحمام أغسل وشي عشان أفوق شواية من اللي بيحصل دا و أنا و اقف في الحمام النور قطع للحظات و أول ما رجع لقيته واقف ورايا كان عبارة عن كائن كله شعر عينه عبارة عن فجوة سوداء ايده عبارة عن مخالب طويلة واقف ورايا و علي وشه ابتسامة مرعبة حاولت أتحرك بس هو كان أسرع و مسك إيدي في اللحظة دي أنا جسمي كله أتشل حاولت أصرخ بس صوتي مش عاوز يخرج و فجأة النور قطع تاني و سمعت صوته ، قال
مع دقات الساعة الاخيرة يقدم القربان الاول للسيد الاعظم ، الموت و الهلاك مصيركم يا بني أدم ، هلاكاً تهلكوا
فليتجدد العهد ، عندما تدق الساعة بيدك للمنتصف تقدم القربان
النور رجع و كل حاجة كانت طبيعية مفيش أي أثر للكائن أو اي حاجة تثبت أن ده حصل أصلاً أنا أكيد أتجننت ، أيوه أنا اتجننت ده التفسير الوحيد اللي بيحصل ،
حسيت أن في حاجة في أيدي ، كانت الساعة ، الساعة اللي أخدها من البيت المهجور و اللي من وقتها و أنا بشوف العفاريت دي أكيد هي السبب أنا ارجع الساعة دي مكانها و أكيد كل حاجة هترجع زي ما كانت ، بس أنا مش أقدار اروح لوحدي أنا أقنع أحمد يجي معايا فعلاً خرجت من الحمام و كانت الساعة بقت 10 أنا مش فاهم الوقت بيمشي بسرعة دي أزاي ، بس مش مهم المهم أني ارجع الساعة دي مكانها و لاول مرة أفتح الساعة و الطبيعي أنها تكون مش شغاله بس المفاجأة أنها شغاله مكتوب من جوا
( عندما يتجدد العهد و تقدم القربين يعود سيد الظلام )
مش فاهم المكتوب أنا زي ما أكون في فيلم مش الواقع أبداً ، كلمت أحمد اللي كان مش موجود في الاوضة و نزلت قابله و طلبت منه يجي معايا ارجع الساعة و بعد محاولات كتير قدرت أقنعه و فعلاً روحنا كانت الساعة 11:30 تقريباً قربت من منتصف الليل
دخلنا البيت و مفيش أي حاجة غريبة حصلت دخلت و أنا ماسك الساعة ، سبتها مكانها و قلت لأحمد يلا بقي من هنا ، و لسه أنتحرك باب البيت قفل لوحده و بدأنا نسمع أصوات بتخرج من كل مكان حوالينا لحد ما كل حاجة سكتت لوحدها زي ما بدأت لوحدها و بدأنا نسمع صوت جاي من الساعة
دق..دق..دق..دق
صوت مزعج مرعب لحد ما وقفت و هي بتعلن عن الساعة 12 منتصف الليل
كل ده بيحصل و أنا واقف مع أحمد من غير أي رد فعل
و من الساعة بدأ يظهر دخان كثيف بدأ يملئ المكان و من وسط الدخان ظهر أبشع شكل ممكن تشوفه في حياتك نفس الكائن اللي شوفته قبل كدا في الحلم و أبتسم وو قال
تم قبول القربان الاول ايها البشري
في اللحظة هجم علي أحمد و في ثانية كانت جثة أحمد قدامي من غير رأس
تم قبول القربان الاول ايها البشري
أنا واقف مش قادر اتكلم أو أعمل اي رد فعل أنا أكيد بحلم لا مستحيل يكون اللي بيحصل دا حقيقي و بصوت أشبه بالفحيح أتكلم الكائن دا و قال
– غداً في نفس الميعاد مع دقات الساعة يقدم القربان الثاني
في اللحظة دي أنا مقدرتش أستحمل و قررت أستسلم و أفقد الوعي
بدأت أفتح عيني وأنا بتمني أكون علي السرير وكل دا كان مجرد كابوس وخلص و لأول مرة يتحقق اللي عاوزه لقيت نفسي علي السرير في الاوضة في الفندق ، قومت وأنا فرحان و بحمد ربنا وأنا سامع صوت الدش في الحمام دا أكيد دا أحمد، كان كابوس صعب أوي بصيت جنبي كانت الساعة موجوده مسكتها و وقفت في شباك الاوضة و رميتها في الشارع و رجعت قعد علي السرير و أنا بحاول اهدي و أرجع أستجمع قوتي وأنا لسه سامع صوت الدش في الحمام شغال ساعة عدت و لسه أحمد في الحمام مطلعش ، الصراحة أنا بدأت أقلق وبدأ الخوف يتسلل لقلبي مرة تاني، وبدأت اخبط علي باب الحمام و انادي علي أحمد بس مفيش أي رد حاولت أفتح باب الحمام وفعلاً فتح بسهوله لأنه أكيد مكنش مقفول من الاول دخلت الحمام و كان أحمد واقف تحت الدش بهدومه و ضهره ليا أتعصبت وأنا وبقول
لسه برضو أحمد واقف مكانه و مش بيرد
بدأ أحمد يتحرك ويلف وشه ليا عشان يبقي وشه في وشي، بدأت أرجع للخلف و أنا بستعيذ بالله من الشيطان من المنظر، أكيد دا مش أحمد، كان وشه مشوه الجلد كله واقع مش موجود و عينه عبارة عن فجوة سوداء بيخرج منها دود بيتحرك و بدأ يقع علي الارض و يقرب مني وفي اللحظة دي الدش بدأ ينزل دم، كل دا بيحصل و أنا جسمي كله أتشل مكانه مش قادر أتحرك و بحاول أفتكر أي أية من القران عشان أقراها بس زي ما يكون أتمسح كله من دماغي، ثواني مرت عليا زي ما تكون سنة حرفياً عشان ينهي دا كله صوت صرخة فقد بعدها الوعي و برغم أني فاقد الوعي سمعته و هو بيقول ميعادنا اليوم لتقديم القربان الثاني لا تتأخر ايها البشري
فوقت بعدها و أنا واقع في الحمام قومت و أنا لسه بحاول أقنع نفسي أن كل اللي حصل دا كابوس و أني اخرج الاقي أحمد برا في الاوضة و مفيش حاجة من اللي حصلت حقيقي وقفت أغسل وشي و أنا عيني في المرايا شوفتها في الانعكاس علي الارض غمض عيني بحاول اركز و فتحت عيني تاني بس كانت لسه موجوده كانت دودة من اللي كانوا بيقعوا من عيني أحمد ، كدا أنا خلاص أتاكد أني مش بحلم أنا لازم أمشي من هنا أنا أرجع القاهرة و انسي كل اللي حصل دا و أكيد كل حاجة هترجع طبيعي أول ما أمشي من هنا فعلاً خرجت من الحمام لبست و أخد شنطتي و خرجت من الفندق و رحت ركبت الاتوبيس و اتحرك و انا لسه بحاول أقنع نفسي أن كل حاجة أتنتهي بمجرد أني أمشي من هنا و أنا قاعد في الاتوبيس حسيت بحاجة في جيبي، خرجت من جيبي الساعة كيف مش عارف أنا متأكد أني رميتها من الشباك في الفندق ازاي جت في جيبي مش مهم ، فتحت شباك الاتوبيس و رميتها مرة تاني و غمض عيني عشان أحاول أنام و أهدي شواية ، أقل من خمس دقائق و فتحت عيني و كانت المفاجأة أني كنت واقف قدامي البيت المهجور مرة تاني، أيدي وهدوي كلها دم و ماسك في ايدي الساعة دي مرة تاني و قدامي علي باب البيت كان نفس الكائن واقف و بيبتسم و سمعت صوت الساعة في ايدي نفس صوتها المستفز،
دق .. دق .. دق
بعدها بدأت أسمع صوت في دماغي بيقول تم قبول القربان الثاني في اللحظة دي أنا فقد الوعي للمرة مش عارف الكام بطلت أعد، صحيت بعدها علي ضوء الشمس لقيتني لسه واقع قدام البيت دا و هدومي كلها دم مش فاكر أنا جيت هنا ازاي او الدم دا دم مين بدأت ادرك جملة تم قبول القربان الثاني، لا مستحيل أكيد أنا بحلم مستحيل أكون هنا أصلاً أنا كنت في الاتوبيس، و أكيد دا حلم، بدأ صوتي يخرج مني و انا بقول أكيد دا حلم أصحي يا مصطفي فوق من الكابوس دا
في الوقت دا سمعت صوت من ورايا بيقول
– كان نفسي أقولك أنك بتحلم بس للاسف أنت مش بتحلم
بصيت ورايا كان راجل عجوز شعره كله أبيض حتي شعر دقنه أبيض و في ايده عصايا بيتعكز عليها
– أنت مين و عرفت منين أن دا مش حلم
– تفهمني أي
– اللعنة اللي أنت دخلت نفسك فيها بسبب جهلك
– أنا مش فاهم ولا مستوعب اللي انت بتقوله
– تعالي معايا
أتحرك الشخص دا و أنا ماشي معه لحد ما وصل
الي صخرة قريبة من البحر و قعد عليها و بص
للبحر و بدأ يتكلم
– الحكاية كلها بدأت مع شخص أسمه طارق ، كان شخص غني و معروف أوي و في يوم قرر أنه يبني البيت اللي أنت شايفه قدامك دا وفعلاً بني البيت في المنطقة دي في زمن كانت فاضيه مش زي ما أنت شايفها دلوقتي، و كان عايش في البيت دا لوحده مفيش حد معه غير حارس البيت كان أسمه عاطف لحد ما في يوم أختفي طارق في بيته لمدة كبيرة أكتر من شهرين تقريباً و مفيش حد عارف هو فين أو بيعمل أي، في ناس قالت دا مات، و ناس قالت أتجنن، لحد ما ظهر تاني للناس و كان بيتعمل عادي جداً مع الكل بس الوحيد اللي كان بيلاحظ الحاجة الغريبة اللي بتحصل كان عاطف حارس البيت و اللي بيبقي موجود يومياً قدام البيت و بيشوف ناس بتدخل كل يوم مع طارق البيت و مش بتخرج منه تاني في الاول قال ممكن تكون بدخل و أنا مش بشوفهم و بدأ يركز عشان يتأكد و فعلاً أتاكد أن اللي بيدخل البيت دا مش بيخرج منه تاني، بدأ يخاف و قرر أنه لازم يعرف الناس دي بتروح فين و بيحصل فيها أي، مش طبيعي الناس تختفي كدا من غير مقدمات، في يوم وكالعادة خرج طارق من البيت و كالعادة مش هيرجع غير أخر اليوم ، قرر عاطف أنه يدخل البيت و يدور فيها علي أي حاجة غريبة يفهم منها اللي بيحصل، وبالفعل دخل عاطف و بدأ يدور في كل البيت بس من غير أي فايدة مفيش أي حاجة غريبة مفيش أي أثر للناس اللي مش بتخرج من البيت، خرج عاطف من البيت و هو مستغرب وخوفه بيزيد، وفي نفس اليوم رجع طارق و معه واحده شابه ممكن تكون في أول العشرينات، المهم دخلت معه البيت و عاطف واقف مش عارف يعمل أي لحد ما قرر أنه يدخل البيت براحة من غير ما حد يحس بيه و يشوف الناس دي بتروح فين، فعلا دخل البيت من باب صغير دا من وراء و بدأ يمشي في البيت بس المفاجأة أن البيت فاضي حتي طارق من موجود زي ما تكون الأرض أنشقت وبلعتهم، بدأ عاطف يخاف بعد ما أتاكد أن طارق من موجود في البيت، بدأ يسأل نفسه أزاي و هو لسه داخل قدامه من خمس دقائق و ممكن أقل، قرر أنه يطلع من البيت و لسه بيتحرك عشان يخرج سمع صوت صرخة جاي من تحت رجله في البداية أتفزع و بدأ يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم بس بعد دقيقة كان استجمع نفسه مرة تاني و بدأ يمشي وراء الصوت لحد ما و صل لباب سري في أرضية البيت موجوده في أوضة المكتب الخاصة بطارق، فتح الباب لاقي سلم طويل بينزل لتحت مش شايف أخره، نزل علي السلم و الجو كله ظلام مفيش أي أثر لنور لحد ما من بعيد بدأ يظهر نور بدأ يقرب منه و هو خايف أول ما وصل كان في نهاية الممر باب و النور خارج من وراء الباب ده، حاول يبص من وراء الباب و شاف أكتر منظر مرعب ممكن يشوفه في حياته المشهد قدامه كان كالاتي
طارق عريان من غير أي هدوم قاعد علي الارض جوا دائرة و جوا الدائرة حروف ورموز غريبة، و جوا الدائرة في دائرة تاني يعني دائرتين جوا بعض و بينها في كلام و رموز مكتوبة بسائل لونه أحمر مفكرش كتير عشان يعرف أن السائل دا دم و دا بسبب الجثة اللي قدامه و اللي كانت من غير رأس و قدامه كان واقف أبشع كائن ممكن حد يشوفه في حياته شيطان بكل ما تعنيه الكلمة من أول القرون الخارجة من رأسه و عينه اللي لونه أحمر و جسمه اللي عبارة عن عظم و مخالب خارجه من أيده و اللي ماسك بيها رأس الجثة و في الايد التانية كان ماسك ساعة شكلها غريب ، كل دا و عاطف واقف مش مستوعب ولا مصدق عينه ثواني مرت عليه كسنة لحد ما طارق لف رأسه و عينه جت في عين عاطف و أبتسم أكتر أبتسامة مرعبة ممكن تشوفها في حياتك في اللحظة دي عاطف جري و خرج من الممر و من البيت كله و قرر أنه يمشي من المكان الملعون دا و فعلاً كان ماشي بس ملحقش يتحرك عشان طارق كان قدامه و بيبتسم و قال
– رايح فين يا عاطف
في الوقت دا عاطف كان هيموت من الرعب حرفيا رد و هو مرعوب و قال
– أنا ماشي و والله ما أتكلم عن أي حاجة شوفته هنا صدقني أنا هنسي اللي شوفته
ضحك طارق و قال
– خلاص مش هينفع تمشي من هنا بعد اللي شوفته ، لو مشيت من هنا اتمشي علي قبرك بس ولا تحب يكون قبرك معاهم تحت و نجيب أبنك كمان معاك تحت يؤنسك
– لا لا أنا خدامك مش أمشي بس أرحمني و سيب أبني في حاله
– شاطر يا عاطف
مشي طارق من عند عاطف اللي كمل حياته في المكان الملعون دا و هو كل يوم يشوف ناس بتدخل و مش بتخرج و الموضوع بدأ يزيد و بدأ شوفهم في احلامه أقصد كوابيسه و مش بس كدا لا دا بدأ يشوف كائنات حجمها صغير و جسمها كله عبارة عن شعر في البيت كائنات ليها قرون صغيرة و بدأ يسمع صرخات بتخرج من البيت دا و برغم مرور أكتر من عشر سنين الا شكل طارق زي ما هو زي ما يكون مش بيكبر ، و في يوم الاصوات بدأت تزيد و نار كبيرة بدأت تخرج من البيت و أصوات الصراخ زادت لدرجة أن عاطف بدأ يحط أيده علي ودنه من قوة الصوت و النار زادت لدرجة مرعبة و وسط دا كله خرج طارق من البيت و النار ماسكه فيه و برغم أن النار ماسكه فيه و حرفيا بيتشوي و قف قدام البيت و بدأ يصرخ و يقول دي نهايتها بتخوني وعاوز تخلص مني بس دا في أحلامك، أنا أوريك البشري دا ايعمل فيك أي يا ملعون، و بدأ يقول كلام كتير بسرعة كلام مش مفهوم و حرفياً في الوقت دا اللحم كان بيقع من جسمه رغم دا كله كان واقف زي ما يكون مش حاسس بـ أي ألم و في لحظة كل الأصوات سكتت و النار أختفت و طارق وقع مكانه عبارة عن شواية رماد بعد ما النار خلصت عليه كل دا و عاطف لسه واقع مكان و مش مستوعب كل دا لحد ما قرر أنه يستسلم ويفقد الوعي و فعلاً دا اللي حصل فاق بعدها و قرر أنه يمشي من هنا و فعلاً دا اللي حصل و عدت الايام و عاطف مات والبيت أتنسي لحد ما في مجموعة من الشباب قرروا يدخلوا بس للاسف بعدها بيومين التلت شباب اللي دخلوا ماتوا بطرق مختلفة و عرفت و أتاكد أن البيت ملعون و كل اللي هيدخل هيكون الموت مصيره و قررت من يومها أحرس البيت و أمنع أي حد يدخل البيت و فعلا نجحت في دا طول التلاتين سنة اللي فاتت لحد ما في يوم تعبت و رحت المستشفي و في اليوم دا و أنا في المستشفي حلم بأن باب البيت أتفتح تاني خرجت من المستشفي تاني يوم و شوفتك أنت وصحبك و أنتم داخلين البيت و بعدها بشواية خرجت لوحدك والنهاردة أنت جيت مع وحده دخلتوا مع بعض و خرجت لوحدك و أنت هدومك كلها دم و بعدها أغمي عليك، وأنا أستنيتك لحد ما تفوق عشان نتكلم
خلص الشخص دا كلامه و أنا لسه واقف مش مستوعب و لو في وقت تاني عمري ما كنت أصدق كلامه و كنت أقول عليه مجنون بس بعد اللي أنا عشته و شوفته ممكن أصدق كلام أكتر من دا بكتير ،
– و أنت عرفت كل دا منين
– عشان عاطف يبقي والدي
– أنت ابن عاطف
– ايوة ابنه ، أنا هنا عشان أفهمك اللي بيحصلك
– يعني أنت ممكن تساعدني
– انا مقدارش أساعدك بس أعرف حد ممكن يساعدك تعالي معايا
مشيت معه لحد ما وصلنا الي بيته قال
– ارتاح لحد الصبح و بعد كدا نروح للشيخ حامد و باذن الله يقدار يساعدك
نمت و لأول مرة من وقت ما جيت هنا أنام بهدوا من غير أي كوابيس
صحيت علي إذان العصر لقيت الشخص دا اللي لحد دلوقتي لسه معرفش أسمه أي كان بيصلي ، بعد ما خلص سألته عن أسمه و عرفت أن أسمه ياسر وقال
– يلا بينا انا كلمت الشيخ حامد و هو في أنتظارنا
فعلاً رحنا للشيخ حامد و عرفت أنه عارف كل الحكاية ، أبتسم و قال
– بص يا أبني أول حاجة عاوزك تعرفها أن الشيطان ضعيف و جبان و أحنا اقوي منه بكلام الله، أيوة في أوقات بيبقي الشيطان أقوي مننا بس بـ أيمانا القوي بنقدار ننتصر عليه في النهاية بأمر الله، فكل اللي أنا طالبه منك أنك تبقي قوي و تثق بالله و إيمانك يكوني قوي لأن دا يساعدنا أوي في اللي هيحصل
– حاضر يا شيخ، ممكن أعرف طيب أي اللي هيحصل
– في وقته، أحنا بإذن الله نروح البيت دلوقتي و هناك هتعرف كل حاجة
و بعد أقل من ساعة كنا قدام البيت وقف الشيخ حامد قدام البيت و بدأ يقرأ قران بصوت عادي و بدأ صوته يبقي أقل لحد ما وصل الي أني مش سامع أي حاجة بعد كدا قال يلا ندخل ، دخلنا البيت اللي كان زي ما دخلته المرة الاولي مفيش أي حاجة مختلفه حتي جثة أحمد مش موجوده ، للحظة بدأت أضعف أول ما أفتكرت أحمد و أنه مات بسببي، لقيت الشيخ حامد بص ليا و قال
– أياك تضعف الجن اللي هنا هيحاول يخليك تستسلم ليه أوعي تصدقه مهما تشوف أو تسمع
– حاضر
وقف في نص البيت و بدأ يقرأ قران و هو مغمض عينه بعد كدا خرج ازازة صغيرة كانت معه فيها ماء و بدأ يرسم بها دائرة و طلب مننا نقف جوا الدائرة معه و بعدها طلب أننا نغمض عينا و قال
– مهما تسمعوا أو تشوفوا أوعي تفتحوا عينكم
بسم الله بسم الفاتح بسم القادر بسم السميع ، أقسمت عليكم بالفتح و السمع ، بحق العهد المأخوذ منكم عند الهيكل المقدس أقسمت عليكم يا أهل المكان بكشف أنفسكم و الحضور في الحال ، بحق النور و الظلام أقسمت عليكم بالسمع و الطاعة
في الوقت دا بدأت الأرض تتهز و بدأت أسمع أصوات كتير خارجة من كل مكان و بدأت أحس بسخونه جامده في المكان و من وسط الاصوات الكتير سمعت صوت أنا عارفه كوايس صوت أحمد و كان بيقول
– انقذني يا كريم انقذني
لسه أفتح عيني عشان أشوف أحمد لاقيت الشيخ حامد أتكلم و قال
– أوعي تفتح عينك أوعي تسمع كلامه
إن كيد الشيطان كان ضعيفاً.. إن كيد الشيطان كان ضعيفاً.. إن كيد الشيطان كان ضعيفاً
كررها و بدأ صوت أحمد يبعد و بعدها الاصوات كلها ، صمت سيطر علي المكان لثواني قبل ما أسمع صوت ياسر بيقول
– والدي أنت هنا .. لا .. مش إينفع .. حاضر
و صوت الشيخ حامد و هو بيقول
– دا مش والدك أوعي سمع كلامه أوي تفتح عينك
في الوقت دا كل اللي فاكره أن في حد خبطني علي رأسي و وقعت بيعد عن الدائرة و فقد تركيزي و بدأت الدنيا تدور بيا حاولت أجمع تركيزي لقيت ياسر هاجم علي الشيخ حامد و بيحاول يموته و الكائن دا واقف و هو بيبتسم و الشيخ حامد بدأ صوته يبقي ضعيف و خلاص بيموت ثواني قبل ما استجمع قوتي و اهجم علي ياسر و امنعه و الابتسامة علي و جه الكائن دا بدأت تتحول الي غضب و قرب مني و هو بيقرب بدأت شكله يتغير الي اشكال كتير أعرفها ، شكل والدي شكل أمي شكل أحمد و أشكال لناس كتير أعرفها ماتت و بدأ صوته يتسلل الي ودني و قال
– شوف أنت عاوز مين فيهم يرجع و أنا رجعه من الموت ، كل اللي انت عاوزه هيحصل بشرط أنك تكون خادم عندي و أوعدك بحياة ابدية و اكيد أنت عارف أني اقدار اعمل كدا و حكاية طارق الدليل ، أنا بقدم ليك فرصة مش هتتكرر أو نهايتك هتكون دلوقتي زي أحمد و حامد ، في الوقت دا شاور علي حامد او بمعني تاني جثة حامد و ياسر واقف جنبها و عينه كلها أبيض و هدومه كلها دم من حامد
– الاختيار قدامك ، الموت أو الحياة الابداية
أختيار صعب صح أنك تكون في الموقف دا قدام الكائن المرعب و قدامك جثة الشخص الوحيد اللي كان ممكن يساعدك و رغم دا كله تكون مش خايف او مرعوب مفيش أي احساس جواك زي ما تكون بقيت أنسان ألي بس باقي بس باقي قدامك أختيار أخير و أنت في موقف مش سامح ليك بالتفكير أنا مش عارف أنا بقول أي أو بفكر في أي أنا ممكن أكون بعد ثواني ميت و ممكن أكون
مش عارف أسمي نفسي أي خادم عند الشيطان أو أنسان مميز و مش عارف و بس أنا قررت أني أختار و أنا دلوقتي بدفع ثمن أختياري دا
أنا بكتب ليكم و أنا قاعد علي نفس الصخرة اللي سمعت منها القصة ربنا يرحمك يا ياسر أيوة أنا اللي قتلته مش مهم كان يستاهل ما هو برضو اللي قتل الشيخ حامد ، أنا بكتبها بالاضافة لقصتي عشان تنتهي الحكاية .
ايوة حكايتي خلصت ، بتسأل نفسك أنا أختارت أي ، أكيد الأجابة واضحه قدامك أنا لسه عايش فأختياري أعتقد بقي واضح عندك و رغم مرور سنتين علي اللي حصل ألا أني لسه عندي حالة كدا من اللا شعور بس كوايس عشان محسش بالذنب و أنا بقدم القربان الشهري أيوة أنا بقدم القربان كل شهر مش كل يوم زي طارق، هتقول عليا مجنون مش مهم ، أنصحك متسمعش كلام حد يعزمك علي العشاء في بيته علي البحر لانه أحتمال يكون أنا